[img]
[/img][img]
[/img
يمسح زجاج السيارة.. يبيع ورقاً.. يسأل ليأكل.. معظم الناس تنهر.. بعض الناس يسأل: - تيجى تشتغل؟ - يا ريت.. ثم يهرب.. أطفال الشوارع أصبحوا مشكلة ملحة.. إلحاح الفساد والجوع والغلاء تشحذ السفيرة مشيرة خطاب أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة قريحتها.. وتجتمع بالمتخصصين ويعمل الجميع..
خلية نحل من أجل المواجهة، ولأن المجلس القومى للأمومة والطفولة له أن يفكر فقط، وعلي الوزارات المعنية والمجتمع المدني التنفيذ والاستراتيجيات يتأخر وصولها إلي الشارع ونزيف البشر من أرحام نساء مصرمستمر، فإن المشكلة تصبح دائماً بلا حل جذرى.
المجتمع ينظر إليهم كما الذباب »يهشونه« فقط.. وبالكاد يتعاطفون ويعطون الصغير أو المراهق »حسنة« لله يأكل بها أي فتات.. المجتمع كله مسئول وليس المجلس القومي أو وزارة التضامن الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية.
جمعية قرية الأمل وظهرت بارقة أمل في تحويل حياة الأطفال تدريجياً، حيث الوجود في الشارع شديد الإغراء للصغار بممارسة حرية مفقودة بمفهوم الصغار.. تحرر من المدرسين.. تحرر من الأهل.. الأمل جاء في مشروع جمعية قرية الأمل، التي كانت الخطة فيها لمحاوطة المشكلة أن تؤسس أماكن في أحياء مختلفة تغري بها الأطفال ليأووا إليها من الشارع لأكل وجبة ساخنة والاستحمام ونفقات التعليم ثم يعودون ثانياً إلي الشوارع، وإذا أراد بعضهم العيش في الجمعية يستمر في الوجود مع نفس الرعاية مع ترك الحرية للأطفال الذين تعودوا علي الشوارع أن يمكثوا في الجمعية وقت ما يحبون ثم يخرجون ويعودون ثانياً حتي تدخل الحياة المنظمة فى سلوكياتهم بالتدريج.
تجربة أتوبيس الفن الجميل ومنذ عامين بدأت تجربة في قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي وهى أتوبيس الفن الجميل الذى يجوب مصر مع مجموعة من الاخصائيين في الفنون المختلفة بمصاحبة الموهوبين من الأطفال من المحافظات المختلفة لزيارة معالم مصر ولقاء زملائهم من أطفال الأقاليم، الفكرة للفنان إبراهيم حنيطر وشجعها ورعاها بمقره الفنان الكبير أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والذى قال لى إن هذا المشروع سوف يكثف الخدمات الثقافية والفنية للموهوبين ويكتشف أيضاً المواهب ويعمق الانتماء عند الأطفال وتقوم علي تنفيذ خطط أتوبيس الفن الجميل الفنانة نيفين سويلم مديرة قصر ثقافة الطفل بجاردن سيتى.
ولا تقتصر الرحلات علي الاكتشاف فقط، ولكن أيضاً علي تدعيم دور قصور الثقافة في رعاية المواهب لذلك التواصل مع كل الموهوبين بعد اكتشافهم ومساندتهم.
أطفال الأمل في الأتوبيس وكانت تجربة فريدة حيث أقامت الفنانة نيفين سويلم ندوة جمعت فيها مجموعة متباينة من الأطفال داخل تحركات أتوبيس الفن الجميل في معسكر لمدة أسبوع جمعت فيها 25 طفلاً وطفلة ومراهقاً ومراهقة من جمعية قرية الأمل التي يعيش فيها أطفال الشوارع و24 طفلاً من آخر حدود مصر من مدينة السلوم، و15 طفلاً وطفلة من قصر ثقافة منشية ناصر تحدث معهم فيها الدكتور أحمد نوار والشاعر الكبير إبراهيم أبوسنة وأنا...
كنت البادئة بالحوار.. وأنا عادة في حواراتى مع الأطفال اطرح أحلام الطفولة وأطلب أسئلتهم وهي في الواقع أسئلة تثرينى جداً، حيث اعتبرها دراسة لأطفال مصر كذلك كشف واقع مشاكلهم ومكاسبهم الاجتماعية والدراسية.
بماذا يحلمون؟وكان أهم ما جعلهم يكتبون أنني طلبت منهم أن يحلموا.. وكانت الأحلام بعد تفريفها من الاستمارات التي حملت أحلامهم وصورهم وأرسلتها لي الفنانة نيفين سويلم كالآتى:
الـ25 طفلاً وطفلة من جمعية قرية الأمل من أطفال الشوارع.
ستة أطفال كانت أحلامهم ما بين أمين شرطة وضابط وضابطة.
14 طفلاً وطفلة ومراهقا كانت أحلامهم ما بين شخص صالح ودخل مرتفع وشقة تمليك وعمل يحمينى ووكيل نيابة يحكم بالعدل وكاتب مسرحي ومطرب مشهور. وفتاتان لا تقرأن ولا تكتبان تتمينان العمل الصحفى.وثلاثة أطفال تمنوا أن يكونوا أطباء.
أما الكلمة التي أجمع عليها الجميع في الاستمارات فهي تغيير نظرة المجتمع لهم وعدم احتقار أولاد الشوارع.
أما أطفال السلوم وعددهم 24 فقد كانت أحلامهم كالآتى:
8 يحلمون بأن يكونوا لاعبى كرة يرفعون اسم مصر في العالم.
4 أطباء يعالجون الأمراض المستعصية.
6 ضباط شرطة، و6 ما بين طيار وحافظ قرآن ومرشد سياحى ومدرس ومحام ومدرس فلسفة مثل بابا.
أما أطفال مقر ثقافة منشية ناصر والمراهقون والمراهقات فكانت أحلامهم تحوم حول الطب والشرطة والجيش والطيران والتدريس والكتابة الأدبية.
إنهم يحلمون ولا يكتبون اخترت لكم بعض الاستمارات من أطفال الشوارع المقيمين في جمعية قرية الأمل ومعظمها كتبها لهم المرافقون.
صغيرة صورتها تطل من الاستمارة تبتسم بفمها وعيناها حزينتان كتب لها المرافق عمرها »6 سنوات«:
نفسى أتعلم الرسم والتلوين.. نفسى أكون دكتورة.. نفسي أعلم الأطفال القراءة والكتابة في المستقبل.. نفسى المعسكر ده يتكرر تانى.
* أميرة السيد بدوي »كتبت بنفسها عمرها 10 سنوات« صورة حزينة تسحب ابتسامة بالعافية:
نفسى أبقى في المستقبل طبيبة أعالج المرضي الفقراء والمساكين وأساعد الجميع من الناس فى جميع الظروف.
* سعاد يسري زكي لا تقرأ ولا تكتب »11 سنة« »أملت رسالتها علي مرافقتها«:
نفسى أكون دكتورة أطفال أرعي مرضى السرطان وأنقذ أطفال وشباب المستقبل حتي لا يكون في بلدي طفل مريض وأكون مدرسة أعلم الكبار والصغار حتي لا يكون هناك طفل جاهل لا يعرف يقرأ ولا يكتب مثلي ومثل أطفال كثيرين موجودين في مصر.. عندى أمنية أن يأتي دكتور نوار وماما نعم لزيارتنا في قرية الأمل ولو ساعة.. ممكن تتحقق كل الأحلام دى.. يا رب.
* إسراء السيد عبدالله »محجبة« 16 سنة كتبت بنفسها:
اتمني أن أصبح صحفية وأتم دراستي واتعلم الكمبيوتر واللغات وأحقق أعلي مستوي في التعليم، واتمني أن يصبح لى زوج صالح وأبناء طيبون وبيت.
أتمني أن أحارب الفساد بعد أن أنجح في حياتي وعملى.. نفسى أغير نظرة المجتمع لأطفال الشوارع.
* مديحة يسري زكي »محجبة« مبتسمة جميلة مبشرة.. كتبت:
نفسى أكون صحافية »كتبتها كده« علشان أكشف الفساد.. نفسى أتعلم الباليه..!!
* بسام محمد حنفي »13 سنة«:
نفسى أكون مغنياً مشهوراً ويكون عندي فلوس كتير وعربية وشقة ونفسى حد يهتم بيهّْ ويسمعني واتمني أن يتغير فكر الناس عن أطفال الشوارع.
* وليد حسنى الحكيم »13 سنة«:
نفسى اتعلم وأكون إنسان كويس ويكون عندي دفتر توفير فيه فلوس كتير، نفسى أكون مدرساً علشان أساعد الأطفال ويصبح عندي شقة ملك اتزوج فيها لما أكبر.
ونفسى أعمل عملاً ينفع الناس، أحب الناس تغير فكرتها عن أطفال الشوارع ويساعدونهم وأملي أكون شاعراً ويكون فيه شاعر كبير يسمعنى.
* محمد محمد سيد أبوالنجا 14 سنة:
نفسى أملك شقة حتي ألملم أخي وأمي فيها ومبلغ يساعدنى علي العيشة وأن ابقي في المستقبل صاحب ورشة نجارة حتي تساعدني في أن يكون لدي دخل ثابت.. واتمني أن يتكرر هذا المعسكر.
* محمد مصطفى رجب زكى »14 سنة«:
نفسى أبقي نجار كويس وشاطر وأكسب فلوس كتير واشتري شقة علشان أعيش فيها أنا وأهلي وأصرف عليهم.. ونفسى بابا أحمد نوار وماما نعم يزورونا في القرية ويتكلموا معانا تانى.
* جمالات علي محمد »18 سنة« (لا تكتب وأملت حلمها):
حلمي أن أكون اخصائية اجتماعية لكي اساعد أطفال الشوارع لدخول الجمعية لأن الجمعية أفضل من الشارع واتمني تكرار هذا المعسكر وأشكر جميع العاملين بأتوبيس الفن الجميل لعنايتهم بنا.
* أحمد نادر مصطفي محمد »10 سنوات« لا يكتب:
نفسى أكون وكيل نيابة لكي أحكم بالعدل.. نفسى أملك مبلغ من المال لكي أساعد الأطفال المحتاجين.. نفسى اتعلم الغناء وأكون مطرب.. نفسي أملك قطعة أرض للزرع فيها.
* عادل إسماعيل عمارة »13 سنة لا يكتب«:
نفسى أملك قطعة أرض ودفتر توفير ويكون لي دخل ثابت أقدر أعيش به وأساعد أسرتى.. استمتعت بالمعسكر واتمني أن يتكرر.
* دينا نادر مصطفي محمد 7 سنوات »لا تكتب«:
نفسى أكون ظابطة لكيلا يكون فساد في البلد ولا الخراب وأحمي بلدي من الحرامية وأبقي إنسانة جديدة وإن شاء الله هغير حياتي اللى الدنيا فرضتها علىّ وهاساعد الفقراء والمساكين، ونفسي في أمنية أن بابا نوار وماما نعم يزورونا في القرية ويكونوا معانا في بيتنا.
* أحمد محمد جابر 13 سنة »لا يكتب«:
نفسى أبقي في المستقبل مؤلف مسرحيات ومطرب غنائي مشهور وأىضاً يكون لدي بالجمعية دفتر توفير حتي يساعدني في المعيشة واشتري شقة واستقر حفاظاً علىّ واتحدي الصعاب ولا أكرر ما حدث لي من ظروف.. واغير نظرة الناس لأطفال الشوارع.
* عبدالحميد إبراهيم عبدالحميد 15 سنة »كتب بنفسه«:
نفسى في دفتر توفير وعمل ثابت دخل ثابت وشقة وأكون شخص صالح للمجتمع وأغير نظرة المجتمع لأطفال الشوارع ويكون لديهم أعمال أكثر إيجابية معهم، واتمني من الله أن تساعدنا الحكومة في عمل ينفع الأطفال.
* سمير محمد حسن محمد عبدالله 14 سنة »يكتب«:
نفسى أكون صاحب محل صيانة كمبيوتر وموبايل ويبقي معي أعلي شهادة في التعليم، ويكون عندي شقة في مكان راقي وأكون صالح فى المجتمع ويكون عندي دفتر توفير ويكون عندي أحدث سيارة واساعد الفقراء والمحتاجين.
* رباب محمد محمود السيد 19 سنة »لا تقرأ ولا تكتب«:
نفسي أكون حاجة في المستقبل وأعمل دفتر توفير وأكون موظفة علشان يبقى عندى دخل ثابت أعيش به وأساعد الآخرين ولو بالقليل، اتمني شقة لتعطيني الاحساس بالاستقرار في حياتي ومستقبلي اتمني تكرار المعسكر وعلاقتي بوزارة الثقافة تدوم في المعسكرات.
أمنيتهم تحسين نظرة المجتمع
وبعد.. وبعد هذه الأحلام التي تدور حول دفتر توفير وشقة ودخل ثابت.. أما أهم أحلامهم فهمى تغيير نظرة المجتمع لهم:
سألت عبدالحميد وليد حسن عن حياته في قرية الأمل، قال:
- بقالي 6 شهور
- وفي الشارع؟
- 5 سنين
- أيهما أحسن؟
- ده حاجة.. ودى حاجة.. لكن القرية مريحة أكثر.
لقد خرج عبدالحميد من البيت لأن الطلاق تم بين أبيه وأمه، يذهب للأم فيطرده زوجها يذهب للأب فيطرده شخصياً ومات الأب فاستقر في الشارع.
عبدالحميد يرسل الشعر لأنه لا يقرأ، أشعر في الندوة يقول:
يا عرب يا مسلمين.. إحنا أخوتكم