يحكى أنّ :
أرضاً عاشت فيها نملةٌ كسولة ، لا تحبّ العمل خمولة .
زعمت هذه النّملة أنّها لله عابدة ، وصار اسمها بين النّملات : النّملة الزّاهدة .
نسيت النّملة أنّ السّعي إلى الرّزق عبادة ، وبقيت خاملة على حالها المعتادة ..
ذات يوم قامت إلى الصّلاة نملتنا الزّاهدة ، فظلّت من جوعها على الأرض ساجدة ، وكان لا بدّ للنّملة أن تقوم لكن ... ليس إلى الصّلاة ، بل لتطوف على جاراتها النّملات ، عسى أن يُنعمن عليها بشيء من الطّعام والأقوات ..
مضت النّملة تدور في الحارات ، تتوسّل إلى جاراتها النّملات : من مال الله يا محسنات ، أنا الزّاهدة فجودوا عليّ بلقمتين ، فمن جوعي لم أسبّح منذ ليلتين .
صاحت الجارات : يا للعيب ويا للعار ، أتصبح النّملة في الكسل كالصّرصار ، متى مددنا أيدينا للسّؤال ؟ وكيف نرضى بمثل هذا الحال ونحن في عين الوجود أمّة ، معروفة بالجدّ ذات همّة ؟!!! ما عندنا يا نملة جواب ، إلّا نصيحة وهي الصّواب : عودي فصومي نملة الزّهّاد، حتّى يظلّ الزّّهد في ازدياد .
رجعت النّملة إلى جحرها خجلة ، ومن الموت جوعاً خائفة وجلة ، وما لبثت أن نفضت عنها ثوب الكسل ، بعدما فقدت بما ترجو الأمل ، وعادت بهمّة إلى السّعي والعمل ، وهي تردّد قولاً لجدّتها مأثوراً : إنّ السّماء لا تمطر قمحاً ولا شعيراً .وتوتا توتا فرغت الحدوته