طالوت وجالوت
موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة البقرة الآيات 246-251.
القصة:
ذهب بنو إسرائيل لنبيهم يوما فسألوه أن يبعث لهم ملكا يجمعهم تحت رايته لكي يقاتلوا في سبيل الله معه ويستعيدوا أرضهم وامجادهم.
قال نبيهم وكان أعلم بهم: هل أنتم واثقون من القتال لو كتب عليكم القتال؟
قالوا: ولماذا لا نقاتل في سبيل الله، وقد طردنا من ديارنا، وتشرد أبناؤنا، وساء حالنا؟
قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم، وبرغم أنهم من طلب، فقد تعجب بنوا إسرائيل من أختيار طالوت بالذات على الرغم من أنه ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك (أبناء يهوذا) وليس غنيا.
قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله بعلمه وقوة جسمه، وقد جعل الله آية ملكه تابوت تحمله الملائكة فيه بقية من مما ترك آل موسى وهارون.
قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (البقرة:248)
ووقعت المعجزة وعادت التوراة، وآمن بنوا إسرائيل.. ثم تجهز جيش طالوت، وسار الجيش طويلا حتى أحس الجنود بالعطش.
قال طالوت لجنوده: سنصادف نهرا في الطريق، فمن شرب منه فليخرج من الجيش، ومن لم يذقه وإنما بل ريقه فقط فليبق معي.
وجاء النهر فشرب معظم الجنود، وكان طالوت قد أعد هذا الامتحان ليعرف من يطيعه من الجنود ومن يعصاه، وليعرف أيهم قوي الإرادة، وأيهم ضعيف ويستسلم بسرعة.
وعندما حانت المواجهة أحس مرافقي طالوت أن جيش العدو كبيرا قويا وأنهم أضعف من جالوت وجيشه وقالوا: كيف نهزم هذا الجيش الجبار..؟!
قال المؤمنون من جيش طالوت: النصر ليس بالعدة والعتاد، إنما النصر من عند الله.. (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ).
وبرز جالوت في دروعه الحديدية وهو يطلب أحدا يبارزه فخاف منه جنود طالوت جميعا إلا راعي غنم صغير هو داود عليه السلام.
كان داود مؤمنا بالله، يعلم أن الإيمان هو القوة الحقيقية في هذا الكون، وأن العبرة ليست بكثرة السلاح، ولا ضخامة الجسم.
ولكي يشجع طالوت جنوده على المواجهة قال أن من يقتل جالوت يصير قائدا على الجيش ويتزوج ابنته.. ولم يكن داود يهتم كثيرا لهذا الإغراء أنما أراد أن يقتل جالوت لأنه جبار وظالم ولا يؤمن بالله.
وتقدم داود بعصاه وخمسة أحجار ومقلاعه (نبلة يستخدمها الرعاة) من جالوت المدجج بالسلاح والدروع.
سخر جالوت من داود وأهانه، ووضع داود حجرا قويا في مقلاعه وطوح به في الهواء وأطلق الحجر فأصاب جالوت فقتله وبدأت المعركة وانتصر جيش طالوت على جيش جالوت.
بعد فترة أصبح داود عليه السلم ملكا لبني إسرائيل، فجمع الله على يديه النبوة والملك مرة أخرى.